لَمَّا أنْ أقْبَلَ رَمَضَانَ ..
جَمَّعْتُ الأُسْرَةَ كَالْعَادَهْ ..
أُعْطِيهِمُ بَعْضَاً مِنْ نُصْحِ ..
فِى الصَّوْمِ سُلُوكٍ وَعِبَادَهْ ..
كَىْ نَسْمُوَ فَوْقَ الشَّهَوَاتِ..
وَنُحَقِّقُ للصَّوْمِ مُرَادَهْ ..
فَالصَّوْمُ يَا أبْنَائِى فَرِيضَهْ ..
تَحْتَاجُ لِجُهْدٍ وَإرَادَهْ ..
وَلْنَجْعَلُ تَقْوَانَا زَاداً ..
فَالتَّقْوَى لِلْمُسْلِمِ زَادَهْ ..
وَلْنَجْعَلُ مِصْرَ بِرَمَضَانَ ..
مُجْتَمَعٌ يَزْهُو بِأَفْرَادَهْ ..
قَدْ قَالَ نَبِينَا عَنْ مِصْرَ ..
حِصْنُ الإِسْلاَمِ وَأجْنَادَهْ ..
هَيَّا يَا أبْنَائِى فَلْنَحْيَا ..
فِى هَدْىِ نَبِينَا وَإرْشَادِهْ ..
بِالصَّوْمِ نُهَذِّبُ أَنْفُسَنَا ..
لِلدَِينِ نُسَطِّرُ أمْجَادَهْ ..
قَدْ قَالَ نَبِينَا لُقَيْمَاتٍ..
لِلْمَرْءِ لِيُقِمْنَ أَوَادَهْ ..
أيْضَاً يَأمُرُنَا لاَ نَشْبَعُ ..
بَلْ جُوعُوا تَصِحُّوا يَا سَادَهْ ..
وأمي صَاحَتْ فِى حَنَقٍ ..
جِئْنَا لِلْفَقْرَهْ الْمُعْتَادَهْ ..
قَدْ صِرْنَا بِدَارِ الإفْتَاءِ ..
شَعْرَاوِى إلَيْنَا قَدْ عَادَ ..
يَا ابني حَدِيثُكَ مَرْفُوعٌ ..
أيْضَاً مَجْهُولٌ إسْنَادَهْ ..
مَنْ قَالَ نَجُوعُ وَلاَ نَأكُلُ ..
أتْحِفْنَا يَا شَيْخِ قَتَادَهْ ..
يَا حَسْرَةَ قَلْبِى يَا أَحفادِى ..
مِنْ بُخْلِ زيزو وَعِنَادَهْ ..
مَا قُلْتُ نَجُوعُ وَلاَ نَأْكُلُ ..
يَا امي فِى ذَكَاؤُكِ حَادَهْ ..
يَا امْي إنِّى أُعَلِّمُهُمْ ..
فَالصَّوْمُ دُرُوسٌ وَإفَادَهْ..
هَلْ يُوجَدُ إنْسَانٌ عَاقِلُ ..
يَرْضَى بِالْجُوعِ لأوْلاَدَهْ ..
قَالَتْ لِى أنْتَ يَا رُوحْ قَلْبِى ..
فِى بُخْلُكَ فَنٌ وَ إجَادَهْ ..
تَحْرِمُنَا الأَكْلَ وَحِجَّتُكَ ..
الصَّوْمُ سَيَعْطِينَا جَلاَدَهْ..
يَا امْي لَوْ كُنْتُ بَخِيلاً ..
مَا صِرْتِى كَفِيلٍ وَزِيَادَهْ ..
فِى دُنْيَا الْفَجْعَةِ يَا حَيَاتِى ..
لَكِ دَوْمَاً سَبْقٌ وَرِيَادَهْ ..
تَخْتَزِنِى الأَكْلَ بِأحْشَاؤُكِ ..
أصْبَحْتِى كَحِصَانْ طِرْوَادَهْ ..
إفْطَارُكِ يَكْفِى لِكَتِيبَهْ ..
كَامِلَةَ الْعَسْكَرِ وَالْقاَدَهْ ..
يَا امْي وَبِكُلْ صَرَاحَهْ ..
أنْتِ عَلى الَفَجْعَةِ مُعْتَادَهْ..
تَنْقَضِّى عَلَى الأكْلِ بِقُوَّهْ ..
وَكَأَنَّكِ فِى حَرْبِ إبَادَهْ ..
أنْتِ وَالأكْلُ بِمَعْرَكَةٍ ..
كَالسُّنِّى وَشِيعِى بِبَغْدَادَهْ ..
بِثَوَانِى تَكْتَسِحِى يَا عُمْرِى ..
مَا قَضَيْنَا الْيَومَ فِى إعْدَادَهْ ..
أُرْزٌ وَخُضَارٌ بِالْحِلَلِ ..
وَالْخُبْزُ لاَ نَدْرِى تِعْدَادَهْ ..
السُّفْرَةُ دَوْمَاً مَمْلَكَتُكْ ..
مَنْطِقَةُ نُفُوذٍ وَسِيَادَهْ ..
يَا يِحْيَى نَاوِلْنِى الْمَحْشِى ..
نَاوِلْنِى اللَّحْمَةُ يَا حَمَادَهْ ..
إعْطِينِى الْكُفْتَةُ يَا عَمْرُو
نَاوْلِينِى الْفَتَّةُ يَا غَادَهْ ..
تَبْتَلِعِى الْمَحْشِىَ بِالْعَرْضِ ..
تَجْذِبُهُ لِجَوْفُكِ شَدَّادَهْ ..
أَمْعَاؤُكِ فِى شُغْلٍ دَائِمْ ..
آلاَتُ حَصًادٍ حَصَّادَهْ ..
مَا شُفْتُكِ فِى مَرَّهْ شَبِعْتِى ..
أوْ مَرَّهْ قُلْتِى بِزْيَادَهْ ..
مِنْ بَعْدِ الأكْلِ تُصَابِينَ ..
بِكِرِيزَةِ بَلَهٍ وَبَلاَدَهْ ..
فَلْتَرْحَمِى بَطْنُكِ يَا امْي ..
مُصْرَانُكِ يَشْكُو إجْهَادَهْ ..
قَالَتْ لِى أتَنْظُرُ فِى أكْلِى ..
مَا زِلْتَ تُمَارِسُهَا عَادَهْ ..
هَلْ أنَا كَالْفِيلِ يَا مَمْقُوتُ..
يَا مُسَلْوَعُ فِى شِبْهِ قُرَاضَهْ ..
طُولْ عُمْرُكَ تَأكُلُ كَالْحُوتِ ..
لَكِنَّكَ فِى حَجْمِ جَرَادَهْ ..
تَبْلَعُ أطْنَانَاً لَمْ تَمْرَضُ ..
أوْ تَذْهَبَ يَوْماً لِعِيَادَهْ ..
إنْ لَمْ تَتَأسَّفَ فِى الْحَالِ ..
أجْعَلُهَا إبَادَهْ وَإفَادَهْ ..
َلَنْ أجْعَلُ مَقْدَمَ رَمَضَانَ ..
كَالْمَاضِى مُكَرَّرُ وَإعَادَهْ ..
يَا زيزو فِى هَذَا الْعَامِ..
حَفْلٌ قَدْ قُمْتُ بِإعْدَادَهْ ..
حَفْلٌ لِلنَّفْسِ سَيُسْعِدُهَا ..
وَالْقَلْبُ يُلاَقِى أعْيَادَهْ ..
أقْطُمُ زُمَّارَةُ رَقَبَتُكَ ..
وَأزَمِّرُ بِيهَا فِى سَعَادَهْ ..
أجْعَلُ أحْشَاؤُكَ مِنْفَضَةٌ ..
وَأنَفِّضُ بِيهَا السِجَّادَهْ ..
يَا ابني عَدَّادَ سِنِينُكَ ..
قَدْ وَصَلَ لآخِرِ أعْدَادَهْ ..
فِى أوَّلِ أيَّامِ الصَّوْمِ ..
نَشْرَبُهَا عَلَى رُوحُكَ سَادَهْ..